الزكاة هي أحد أركان الإسلام الخمسة، وهي واجب على كل مسلم قادر يتوجب عليه إخراج جزء من ماله بانتظام للفئات المحتاجة. ومع ذلك، يثار سؤال مهم حول ما إذا كان يجب إخراج الزكاة من الكسب غير المشروع.
ما هو الكسب غير المشروع؟
الكسب غير المشروع هو أي مال يتم الحصول عليه بطريقة غير قانونية أو غير أخلاقية. يشمل ذلك:
- الرشوة
- السرقة
- الغش والاحتيال
- الاتجار بالمخدرات
- أي نشاط آخر يخالف القانون والشريعة
حكم الشرع في المال غير المشروع
وفقًا للشريعة الإسلامية، الكسب غير المشروع لا يُعتبر مالاً حلالاً، وبالتالي لا يحق للشخص الاستفادة منه. المال غير المشروع يجب أن يُعاد إلى أصحابه إذا كانوا معروفين، أو يُخصص للأعمال الخيرية والأنشطة التي تُفيد المجتمع في حالة عدم معرفة أصحابه. لا يُعد هذا المال جزءاً من الثروة الشخصية للشخص، وبالتالي لا يُعد زكاة.
هل يمكن إخراج الزكاة من الكسب غير المشروع؟
الجواب البسيط هو “لا”. المال غير المشروع لا يعتبر مالاً حلالاً يمتلكه الشخص ليؤدي عنه الزكاة. إذ يجب أن يكون المال الذي يُخرج منه الزكاة مالاً حلالاً خالصاً ومشروعاً مملوكاً لصاحبه بشكل كامل وقانوني.
معالجة المال غير المشروع
بما أن المال غير المشروع لا يمكن اعتباره لغرض الزكاة، ينبغي على المسلم إعادة هذا المال بقدر المستطاع إلى أصحابه:
- إعادة المال إلى الشخص أو الجهة المستحقة إذا كان ذلك ممكناً ومعروفاً.
- التبرع بالمبلغ كاملاً لأعمال الخير والصدقة، في حال تعذر إعادة المال لأصحابه.
- التوبة والاستغفار وطلب المغفرة من الله، والعمل على تحقيق الكسب الحلال في المستقبل.
الزكاة هي واجب ديني يُعتنى به بعناية في الإسلام، وينبغي أن تكون من مصادر حلال ومشروعة. ينبغي على كل مسلم التأكد من أن ماله مصدره مشروع قبل أن يُخرج منه الزكاة، والابتعاد عن الكسب غير المشروع بكل أشكاله.