كانت السياسة البريطانية في فلسطين في فترة ما بين الحربين

تميزت فترة ما بين الحربين العالميتين بتغيرات جذرية في السياسة الدولية، وكانت فلسطين واحدة من البؤر الساخنة التي شهدت تطورات سياسية هامة. كانت السياسة البريطانية في فلسطين خلال هذه المرحلة محورية ومتناقضة، حيث جمعت بين الوعود المتضاربة والمصالح الاستعمارية.

خلفية تاريخية

بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، ومن خلال اتفاقية سايكس بيكو، تم تقسيم المناطق العربية بين القوى الاستعمارية الكبرى. وبموجب الانتداب البريطاني، وُضعت فلسطين تحت السيطرة البريطانية رسميًا عام 1922 بناءً على قرار عصبة الأمم.

إعلان بلفور وتداعياته

كان لإعلان بلفور عام 1917 تأثير كبير على السياسة البريطانية في فلسطين. فقد وعدت بريطانيا بإنشاء “وطن قومي لليهود” في فلسطين، مما أثار غضب العرب الذين كانوا يطالبون بالاستقلال:

  • تفهم بريطانيا لضرورة الحفاظ على علاقات جيدة مع العرب واليهود في آن واحد جعل مهمتها صعبة ومعقدة.
  • محاولات للتهدئة بين العرب واليهود عبر مجموعة من اللجان مثل لجنة بيل عام 1937.

السياسة الاقتصادية والاجتماعية

خلال فترة الانتداب، طبقت بريطانيا عدة سياسات كان لها تأثير اجتماعي واقتصادي على السكان في فلسطين:

  • اعتماد سياسة الهجرة اليهودية التي أثارت التوترات مع السكان العرب المحليين.
  • محاولات لتنمية البنية التحتية عبر إنجاز مشروعات زراعية وصناعية.

التمردات والنزاعات

شهدت فترة ما بين الحربين اندلاع العديد من الثورات الفلسطينية مثل ثورة البراق عام 1929 والثورة الكبرى عام 1936. كانت هذه الأعمال رداً على السياسات البريطانية في فلسطين:

  • النضال ضد الهجرة اليهودية والسياسات البريطانية الموجهة لصالح اليهود.
  • المطالبة بالاستقلال وتأسيس حكومة عربية ديمقراطية.

السياسة البريطانية تجاه المطالب الفلسطينية

رغم الاحتجاجات العربية المتواصلة، تبنت بريطانيا سياسة الموازنة بين الوعود التي قدمتها للطرفين:

  • إصدار الكتاب الأبيض عام 1939 كمحاولة لتقييد الهجرة اليهودية، ولكنه جاء بعد فوات الأوان.
  • محاولات متكررة لجمع الأطراف المتنازعة على طاولة المفاوضات لكن بدون جدوى.

كانت السياسة البريطانية في فلسطين بين الحربين محورًا للكثير من الانتقادات بسبب تأرجحها ومحاولاتها لإرضاء جميع الأطراف دون نجاح. هذا الفشل أفضى في النهاية إلى تزايد التوترات المميتة التي قادت إلى تقسيم فلسطين وحتى الصراع المستمر حتى يومنا هذا.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً