قد يبدو الأمر غريباً وغير مألوف للكثيرين، لكن هناك حيوانات تمتلك القدرة على التنفس من أجزاء في أجسامها غير الفم أو الأنف. من بين هذه الحيوانات، يعتبر السلحفاة واحدة من أكثر الأمثلة شهرة.
السلحفاة والتنفس من المؤخرة
تُعد السلاحف واحدة من الكائنات الفريدة التي تستخدم مؤخراتها للتنفس، وهذه الظاهرة تعرف علميًا باسم “التنفس المؤخري”. تمتاز السلاحف بقدرتها على استخدام هذه الطريقة بشكل رئيسي خلال البيات الشتوي، عندما تبقى تحت الماء لفترات طويلة.
كيف يتم التنفس من المؤخرة؟
تستخدم السلاحف غشاءً مخاطياً خاصاً في منطقة المؤخرة يمكنها من:
- امتصاص الأكسجين المذاب في الماء.
- التخلص من ثاني أكسيد الكربون.
يتيح هذا الغشاء للسلاحف البقاء تحت الماء لمدة تصل إلى عدة أشهر، خاصة في البيئات الباردة حيث تكون الحاجة للأكسجين منخفضة.
أنواع السلاحف التي تستخدم التنفس المؤخري
لا تمتلك جميع السلاحف هذه القدرة، فقط بعض الأنواع تمكنت من تطوير هذا النظام الفريد، ومنها:
- سلحفاة فيتزروي النهرية.
- سلحفاة ماتا ماتا.
هذه الأنواع تعتمد بشكل كبير على التنفس المؤخري للبقاء على قيد الحياة تحت الماء لفترات طويلة.
أهمية التنفس المؤخري في البيئة الطبيعية
يساعد التنفس المؤخري السلاحف على:
- التحكم في استهلاك الطاقة خلال فترات السبات أو البرد الشديد.
- الفرار من المفترسات التي يمكن أن تكتشفها إذا كانت تطفو على السطح للتنفس.
إن الطبيعة مليئة بالظواهر الفريدة، وقدرة السلاحف على التنفس من مؤخراتها تعتبر واحدة من تلك الظواهر المدهشة التي تعكس تنوع واختلاف وسائل التكيف في عالم الحيوان. هذا الابتكار الطبيعي يؤكد على أهمية التنوع البيولوجي وكيف يمكن للكائنات الحية التكيف مع ظروف بيئتها بطرق غير متوقعة.